السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من طرق الضلال التي يلجأ اليها شياطين الإنس والجن أن يأخذوا
العباد بصغائر الذنوب فإذا هانت عليهم انحدروا بهم ولا يزالون بهم
يهونون عليهم الذنب حتى يوصلوهم إلى الدرك الاسفل ... إن الذنب
الأول يحدث شرخا في النفس الإنسانية الصالحة وإنما يكون صلاح
هذا الصدع بالتوبة والاستغفار وبذلك يصقل القلب ويزول أثر الشيطان
وإذا لم يبادر العبد إلى ذلك فإن الشرخ يتسع ويصعب علاجه ،وخير من
التوبة أن يقف العبد عند العمل الأول بل القصد الأول فإن كان قصده لله
مضى وإن كان لغير الله أو غير موافق لشرع الله توقف وتاب .
ويذكرنا هذا المعنى بما سمعناه من عجوز كانت تحكي قصة عدو من
أعداء الإسلام أراد أن يغوي عبدا من عباد الله الذين ينتسبون إلى الإسلام
فقد طلب ذلك الخبيث من ذلك الرجل أن يحضر له كلبا فلما أبى وامتنع
هون عليه الأمر وأغراه بالمال وقال له: ما الذي ينقص من دينك وإيمانك
أذا أحضرت لي كلبا وأي إثم عليك في ذلك وهذا مال تستعين به على
حاجتك ،وعندما أحضر له الكلب أراد منه أن يذبحه فثار وأرغى وأزبد
وتعلل بأن الله حرم عليه ذلك ... فما زال يغريه بالمال حتى استجاب..
ولم يجد صعوبة في إقناعه بطبخه بعد تقطيعه ، وقد جعله المال الوفير
الذي وضع في حجره يرضى بأن يتناول قطعة من ذلك الكلب المطبوخ
لتكون غذاء له.ومن دهائه وخبثه لم يطلب منه أكل لحم الكلب من أول مرة
بل استدرجه بالصغائر وهونها عليه وهكذا يفعلون .ولو انه
تاب من بعد أول طلب ولكنه استصغرها حتى قسى قلبه
لقد أغواه بالدنيا ولكنه تدرج به حتى وصل به إلى المعصية
الموبقة وهكذا شياطين الكفر من المشركين واليهود والصليبين
وغيرهم وهم يبذلون جهودهم غير المباركة في إضلال المسلمين،
زينوا لهم صغائر الأمور ولا يزالون يهونون عليهم عظائمها
حتى يتدنسوا بالأقذار بل ألفوا هذه الأقذار وإلا كيف أكل المسلمون
الربا وتعاملوا به وكيف رضي المسلمون بخروج نسائهم وبناتهم
كاسيات عاريات وكيف اتخذوا أعداءهم أولياء ؟؟؟!
وصدق الله إذ يقول { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم }.