عينان ملأى بالدموع ...
و نفسٌ قد خلعت كل صِلاتها بالأرض و تعلقت برب السماوات ...
و يدان مبسوطتان .... تدعو الله بإلحاح ....
تحرٍ لأوقات الإجابة ....
و لكن !!!!
لا تُستجاب الدعوة ...
لم في بعض الأحيان لا يُستجاب الدعاء ... ؟؟؟
ألم يمر عليك مثل ذلك .... دعوتِ الله في أمر و دعوته .... و لم يُستجاب لك ...
ألم تسألي نفسك لم ؟؟؟
هُنا ... قد يجد الشيطان مدخلا على العبد .... و يُقنطه من رحمة الله ....
و نعود لنفس السؤال ...
لم لا يستجيب الله في بعض الأحيان الدعاء ؟؟؟ [/align]
ما أجمل الحديث عن الدعاء ... .. و كيف لا ؟!! فهو الحديث عن رب رحيم سميع الدعاء مجيب .... رءوف بعباده ...
تأملي معي قوله سبحانه :
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
هو قريب سبحانه من العبد ... سميع لدعائه ... مجيب له إذا دعاه !!! و ما كان سبحانه يقول شيئا ثم يحصل غيره .. فقد قال أجيب ... فهو سبحانه يُجيب دعوة الإنسان و لو بعد حين .., يسمع صوته عندما يدعوه ..
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"
و عد بالاستجابة إذا دعا الإنسان .... و هذا وعد قطعه الله سبحانه على نفسه ... فمن دعاه استجاب له ..
" ادعوا ربكم تضرعا و خفية "
يقول صلى الله عليه و سلم في الحديث :"أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم و لا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته " قال السلف :" و هذا القرب من الداعي إنما هو قرب خاص ، و ليس قربا عاما من كل أحد ... فهو سبحانه قريب من داعيه .. و قريب من عابديه .. و أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد .. "
"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"
قال السلف : يستجيب حتى للكافر إن كان مضطرا .. !!
و قال صلى الله عليه و سلم : " إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه بدعوة أن يردهما صفرا ليس فيهما شئ "
إذن الاستجابة مقرونة بالدعاء ... فمتى ما دعا العبد ربه استجاب له ... بل هو سبحانه يفرح إذا سأله العبد ...
...و الله سبحانه الذي يسمع الدعاء .... و يعلم بحال عبده ... و مدى حاجته ... كيف لا و هو الذي خلقه ؟؟؟
أما عن منزلة الدعاء في الإسلام !! فهو على مرتبة عالية ... و هو العبادة ... بل الله سبحانه كما قلت يفرح إذا عبد سأله و دعاه ...
و الدعاء سلاح المؤمن .... و لا يوفق الله عبدا للدعاء إلا إذا أراد به خيرا ... و لا يوفق للدعاء إلا إنسان محظوظ
.. فمن استجاب الله دعاه كفاه .. و إذا نظرنا لحال السلف الصالح فقد كانوا يطلبون كل شيء من الله قبل أن يطلبوه من الناس ... حتى و رد أنهم كانوا يطلبون الملح من الله ..
الدعاء ما كان سلاحا للضعفاء بل هو أعظم الأسلحة ..
يقول الإمام الشافعي رحمه الله :
أتهزأ بالدعاء و تزدريه و ما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي و لكن لها أمد و للأمد انقضاء [/align]
ما هي آداب الدعاء حتى يكون مستجابا ؟
هناك أمور يفعلها العبد إذا دعا الله سبحانه ، فيكون دعاءه مستجابا بإذن الله
• التوبة و رد المظالم و الإقبال على الله سبحانه .
• أن يكون العبد على طهارة ، و مستقبلا القبلة مع خفض صوته في الدعاء .. منكسر القلب بين يدي الله سبحانه .
• الإخلاص في الدعاء و التضرع و الخشية .. ، و أن يجزم في الدعاء فلا يقول مثلا : اللهم اغفر إن شئت ... بل يقول اللهم اغفر لي ..
• أن يوقن في الإجابة .. وهذا أمر مهم .. فلا يدعوا مثلا على سبيل التجربة ... بل يدعوا و هو موقن أن الله سيستجيب له دعاءه ... و أنه يسمعه و يعلمه ..
• أن يلح في الدعاء و يكون ثلاثا ...
• أن لا يستبطئ الإجابة ... فقد ورد في الحديث أن الله يستجيب للعبد مالم يُعجل أي يستعجل الإجابة
بل هو يدعو و هو موقن بالإجابة .. و لا يتعجل وقوعها ..
• أن يتحرى أوقات إجابة الدعاء ...كأدبار الصلوات المكتوبة .. و في السجود .. و في الثلث الأخير من الليل ... و آخر ساعة من الجمعة .. و عند نزول المطر .. و في السفر ... و بين الأذان و الإقامة ... و عند الصيام ..
• أن يفتتح الدعاء بحمد الله و الثناء عليه ... و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ثم يبدأ في مسألته ... ثم يختم الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم .. [/align]هنا يأتي السؤال ...
لماذا العبد أحيانا لا يُستجاب له ؟؟؟ قد يدعو و يدعو ، لكن لا يُستجاب له ... و هو قد جمع أسباب
إجابة الدعاء !!! مالسبب في ذلك ... لم لا يستجيب الله للعبد ؟؟
و على ذلك عدة أجوبة :
*